القائمة الرئيسية

الصفحات

قوات امريكية في عدن وشبوة: لمواجهة ايران أم تركيا والصين؟

ذمار نت ـ بدأت القوات الامريكية تعزيز تواجدها في اليمن، وتحديدا في الساحل الجنوبي والشرقي للبلاد، بمحافظاته  الثرية بالنفط والغاز ومواقعه  الاستراتيجية، لكن ما من شيء يثير القلق في هذا الساحل التي تنتشر قباله  عشرات البوارج والزوارق الحربية منذ بدء الحرب على اليمن في مارس من العام 2015 ، وتخضع محافظاته لسيطرة السعودية والامارات، فما الذي تبحث عنه الولايات المتحدة في بلد طحنته الحرب على مدى 5 سنوات، ولا مصالح لها فيه؟

وفقا لقناة السي ان ان الامريكية، وصلت وحدات جديدة من الجيش الامريكي، الاثنين، إلى عدن. وهذه ليست الدفعة الوحيدة للقوات الامريكية، وأن كانت المعلنة. فقبل ايام وصل جنود امريكيين إلى قاعدة عسكرية إماراتية تتعرض للحصار من قوات هادي في شبوة، وتلك حلقة فقط في مسلسل انتشار بدأته القوات الامريكية مؤخرا وشمل جزيرتي حنيش وسقطرى حيث ترتب الولايات المتحدة لنشر قواعد عسكرية دائمة فيهما.

وزارة الدفاع الامريكية التي تقدم دعما لوجستيا لتحالف الحرب على اليمن لم تنفي وجود قوات امريكية في اليمن وسبق لها الاعتراف بوجود وحدات في جنوبه، ناهيك عن كشفها عن عمليات لقواتها في البيضاء وابين. ولم تعرف اهداف الامريكيين بعد من تواجدهم في بلد تبعد الالاف الاميال البحرية عن ايران، محور التوتر الحالي مع واشنطن، لكن توقيت انتشارها يشير إلى مساعي امريكية لتشديد قبضتها على اليمن لدوافع اقتصادية وإن كلف ذلك حربا دولية.

على مستوى الصراع المحلي، يبدو أن الإمارات وربما بضوء اخضر سعودي قد استعانت بالقوات الامريكية لمواجهة  تصعيد قوات هادي أو من تصفهم بـ”الاخوان”، خصوصا في عدن حيث اعلنت قوات هادي في ابين ساعة الصفر لاقتحام المدينة الخاضعة لسيطرة التحالف حاليا، وهو ما قد يجهض اتفاق الرياض الذي رعته السعودية والامارات ولم يجد منذ توقيعه في نوفمبر الماضي صدى محلي وقد اقتربت نهايته المزمنة في الاتفاق نفسه. قد يحد الوجود الامريكي من تحرك قوات هادي صوب عدن، لاسيما وأن الامارات تعجز حاليا عن استخدام الطيران لردعهم في ظل الحصار الذي تفرضه هذه القوات على نحو 180 ضابط وجندي اماراتي شرق شبوة، وتحاول الامارات طمأنتهم بإرسال جنود أمريكيين ايضا إلى داخل معسكر العلم، لكن ماذا بعرض حكومة الفار هادي على امريكا السماح لشركاتها بالتنقيب عن النفط في اليمن وفقا لما ذكره وزير النفط في حكومته؟

قد تكون حكومة الفار هادي التي تبحث عن مخرج من “الرياض” تغري الولايات المتحدة، حينها ، في حال القبول الامريكي، وهو مؤكد، ستجد القوات الامريكية نفسها مضطرة للدفاع عن مصالحها الجديدة  في وجه السعودية والامارات نفسهما اللاتي تطمحان ايضا لتقاسم المكاسب من ريع الحرب على اليمن، لكن وبعيدا عن هذه التوقعات التي قد تكون على المدى البعيد، ناهيك عن كون السعودية والامارات تنفذان اصلا اجندة امريكية، ثمة الان خطرا بدأ يتنامى في هذه المحافظة، اولها  تنامي التدخل التركي الذي تلوح به حكومة هادي واخرها ما ذكره وزيرها للنقل عن ترتيبات لتوقيع اتفاقيات مع انقرة لتشغيل الموانئ والمطارات وهذه أن حصلت ستكون ضربة قاضية للتحالف في اليمن، وستخلط الاوراق والحسابات، فتركيا بدأت فعلا  نشاطا عسكريا في اليمن عبر ارسال ضباط استخبارات لإدارة معركة  الاصلاح – الاخوان المسلمين في اليمن- ضد السعودية والامارات ولم يعد حتى الحزب يخفي ذلك وقد نشر القيادي فيه، محافظ شبوة، محمد صالح بن عديو صورة تجمعه باثنين منهم من اصل قرابة 30 ضابطا عبروا منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عمان وفقا لمصادر امنية وبتوجيهات من وزير داخلية الفار هادي المتواجد في المهرة، احمد الميسري.

المعركة بين التحالف السعودي – الاماراتي وتركيا بات قاب قواسين من الانفجار وان بدأ بالوكالة، فالإصلاح الذي يقيم معظم قاداته في تركيا يعد العدة على اكثر من جبهة واولها تعز حيث تسعى تركيا لنقل المعركة إلى المديريات الساحلية على امل تحقيق نصر يمنحها قاعدة في باب المندب..

كما أن الصين تحاول الحضور في اليمن، وتحديدا في عدن حيث ابرمت اتفاقية مع حكومة هادي- تيار الاخوان- لتشغيل ميناء عدن، وان بدأت اقل اهتماما بالصراع الاقليمي أو الانخراط فيه، فهي كعادتها تحاول التسلل عبر البوابات الخلفية.

بغض النظر عن الصراعات الاقليمية والدولية في المنطقة واليمن تحديدا، تشير التحركات الامريكية الاخيرة إلى  ان واشنطن قررت فعلا الاستئثار بالساحل الشرقي والجنوبي لليمن مقابل منح السعودية، التي اعلنت مجلس للدول المطلة على البحر الاحمر، متنفسا .

#ذمار_نت_الأخبارية