ذمار نت ـ مصطفى القطريفي
مابين أصوات مرتفعة، ضحكات هنا وبكاء هناك، مدح وذم، تشجيع وتوبيخ، صدق وكذب ، حب وكراهية ، ولاء وارتزاق، عافية وألم، نجاح وفشل، غناء وفقر، أمانة وغش، توحد وتفرق، مع وضد.
يقف الإعلامي الناشئ حائراً ، أمام ضجيج مجتمعي يخلقه كل من حوله ، طرق عديدة مجهولة النهاية، لايعرف أي طريق يسلكها بالرغم ان وسيلة التوصيل هي الإدعاء بالوطنية.
الكل يدعوك بالتمسك بالوطن والصدق والحياد على الرغم من تمسكهم بالخلاف والتعصب والتعدد ، البعض يرمي عليك تهم وأوزار من قبلك، يصفونك مقدما بالكذب والتضليل والغدر والإرتزاق والتبعية وما الى ذلك ، كل حسب هواه ومعتقده.
البعض يدعوك للمضي صوب إتجاهاته التي يسير عليها ويصنعها ، ويعمل على تزيينها وتلميعها مشيرا على أنها هي الأساس في الوطنية وحب الوطن وخدمة المجتمع، والبعض يظهر لك إتجاهات اخرى فيها مدى واسع من الوطنية وحتى لو لم ينسجموا معها ، وكلها مزاعم وهمية مؤثرة.
ضجيج ممتلئ يحيل بينك وبين طريقك السليمة، فكل الإعلاميين السابقين ضحايا هذا الضجيج، فقط تم تحييدهم عن طريقهم الصحيحة وإستخدامهم في كل الإتجاهات ، وتم رسم صورة ذهنية عنا مقدما بسببهم الى جانب اقتدائنا وتقليدنا لهم.
يستغل المستغلون هذا الضجيج، فيجذبوك ويصبغوا عليك بالنعم والإشباعات والإهتمامات التي من شأنها ان تقنعك في البقاء معهم، فيعمل آخرون على إستقطابك عبر نقطة ليست مشبعة من قبل الإتجاه الأول فيتمكنوا من ذلك، وهكذا يستمر الحال، حينها قد ثبتت فطرتك النهائية واصبحت العودة والتراجع الى النزاهة والحياد والولاء الوطني شيء مستحيل.
ولهذا عليك كإعلامي ناشئ أن ترسم خطتك بأدوات رسم نادرة، وأن تسلك طريقا خاصةً بك ، هدفها الأول والأساسي دينك ووطنك والإنسان ، طريقا تعرفها جيدا أنت المتحكم عليها وأنت من يوجهها ويحركها حسب إرادتك ووعيك وولائك الوطني ، طريقا خالية من الحزبية والطائفية والعنصرية والتبعية والأكاذيب والتزوير والتلميع والخداع والإرتزاق، فعلينا جميعا كإعلاميين أن نرسم خططنا ونمشي على طرقنا المعبدة بالولاء الوطني الصادق لنظهر للمجتمع البشري من نحن ونضع بصماتنا الحقيقية فنحن إعلاميون .
#ذمار_نت_الأخبارية