ذمار نت ـ تتلاشي فرص السلام في اليمن، لتقترب البلد، المطحون بـ 5 سنوات من الحرب، مجددا من المعركة، لكن هذه المرة قد تكون المواجهة شاملة وابعادها تتجاوز الاقليم.
كان ثمة فرصة اخيرة للسلام حددتها مبادرة صنعاء بـ”وقف العدوان والحصار مقابل وقف الهجمات” و اوصدتها بمبادرات اخرى كإطلاق سراح اسرى، وتمهيد الطريق اكثر في الحديدة لتنفيذ اتفاق السويد. صحيح حظيت هذه المبادرات بإعجاب دولي لمنحها السعودية فرصة لاستنشاق حرية الخروج من المستنقع في اليمن، لكن التفاعل حتى الأن لا يرتقي إلى مستوى الزخم الذي يتطلع اليه الجميع وهو سلام شامل يرفع الحصار وينهي الحرب.
كل المعلومات الواردة من صالات الاجتماعات ومكاتب الوسطاء الدوليين والاقليمين تفوح منها رائحة مراوغة من نوع ما. فقد كان السقف الذي حدده وفد صنعاء “انهاء الحرب”، لكن ما يطرح الان من مبادرات تتحدث عن “هدنة طويلة الأمد”.
ماذا تعني هدنة بدلا عن السلام ولماذا لا تستبدل باتفاق حل نهائي؟
باختصار ثمة من لا يريد لليمن التعافي، وثمة من ينتظر فرصة من نوع ما للانقضاض. تحالف الحرب الذي يدفع بكل ثقله جنوبا لاستمرار الاقتتال تحت يافطة “السلام”، لا يزال يحاول البحث عن مكسب عسكري يمكنه على الاقل من المناورة خلال اية مفاوضات للحل النهائي، وبدون ذلك يدرك مسبقا بأنه لا يملك الكثير ليمليه على صنعاء كما اعتاد سابقا، وهذا ما تعكسه محاولات التصعيد اليومي في جبهات الحدود حيث تشن قواته والفصائل التابعة لها زحوفات مسنودة بعشرات الغارات.
يراهن التحالف على حرب جديدة بطابع محلي وتحت يافطات مناطقية ومذهبية مماثلة للتناحر الحاصل في مناطق سيطرته، لكن هذا السيناريو يبدو مستحيلا في كتلة مجتمعية تذوب فيها النزعات بحضور القائد، وهو ما يعقد مسارات حرب التحالف اكثر اذا ما حاول التمرغ مجددا في الشمال ولو بقميص “عفاش”.
يحاول التحالف إمساك العصا من الوسط
يتحدث عن “سلام” ويدعم الفصائل للتناحر وهدفه الفوز بـ “الوصاية” وذاك ما يفعله حاليا جنوبا، غير أن هذه المعادلة ليست في صالحة خصوصا اذا ما اراد المناورة خارج حدود المناطق الخاضعة لسيطرته، فهناك سبق وأن فشل عسكريا ولا يمكن أن يحقق الكثير بغيره.
وحده الرعب الذي تنفثه الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية من سيجنيه تحالف الحرب في حال فرط في الفرص الحالية وهذا باعتراف الملك السعودي، سلمان بن عبدالعزيز خلال القمة الخليجية الاخيرة في الرياض و الذي طالب دول الخليج بحماية نفسها من الصواريخ البالستية.
قد تكون تلك رسالة للقادة الخليجيين بتمويل مشروع امريكي ما، أو قد يكون استشعار بقرب نفاذ صبر صنعاء، لكنه في الاخير يعكس حجم المخاوف الخليجية من القدرات الجوية اليمنية التي طافت ابوظبي بالطيران المسير والرياض عبر الصواريخ. وخلافا للتحالف الذي تبدو دوله عالقة في مشروع دولي اعمق من الحرب على ايران، اذا ما اخذ في الحسبان تصريح وزير الخارجية الروسي مع نظيره الامريكي عن تعاون في اليمن وليبيا بهدف تنفيذ صفقة القرن، تظهر الولايات المتحدة كالمتحكمة بقرار الدول الخليجية بعد تقليصها الهرولة الخليجية للسلام في اليمن بابطأ زخمها وقصرها على هدنة فقط بدلا عن اتفاق شامل كانت تتطلع السعودية لتنفيذها اكثر من غيرها.
ربما تحاول الولايات المتحدة او بالأحرى ادارة ترامب من تعليق الحرب التفرغ للمعارك الانتخابية خلال 2020 أو تطوير نظام لمواجهة السلاح اليمني الجديد، مثلما تشكل فرصة للتحالف لمعرفة من قد يديره في المستقبل، الجمهوريين الذين يبيعونه الوهم أم الديمقراطيين الاكثر توقا للنيل من السعودية، لكنها في الاخير لن تنطلي على صنعاء التي بدأت التقارير تتحدث عن بدء نفاذ صبرها، وهذا قد يترتب عليه تطورات خطيرة وردت على لسان اكثر من مسئول خصوصا قائد الثورة الذي توعد النظام السعودي في حال لم يستفيد من مبادرة المشاط، ومثله وزير الدفاع الذي كشف في اخر مقابلة له عن استكمال القوات المسلحة كافة جوانب البناء لشن هجوم استراتيجي وشامل لا يستثني حتى الامارات او اسرائيل. اصف إلى ذلك كشفه عن بنك اهداف برية وبحرية عسكرية وتلك رسائل كافية لفك شفرتها.
#ذمار_نت_الأخبارية