ذمار نت ــ مقالات ــ مصباح الهمداني
قبل أكثر من عام تقريباً، قال الإعلامي الكبير أحمد المؤيد، وهو يخاطبُ المرتزقة، "ماذا تريدون أن يفعل بكم التحالف حتى تشعروا بالإهانة؟!"؛ قالها قبل أكثر من عام، والتحالفُ يومها يلطمُ ضابطاً مرتزقاً كبيراً في مأرب، ويزج بكبار المرتزقة في سجون عدن، ويخلع جنابي كبار مشائخ مأرب في أبوظبي، ولا يسمح لهم بلبسها في فنادق الرياض، ويقصف مرتزقة في نهم وجيزان ونجران ويتعلل بأنها ضربات خاطئة وغير متعمدة، ويهين روَّاد الفنادق بكلماتٍ خادشة للحياء.
ما عساه صديقي المؤيد أن يقول لهم اليوم، وقَدْ كشفَ التحالف سوءتهم وأهانَ كرامتهُم، ولعِبَ بهم لُعبةً لو حدثَتْ لكلبة لقاتلت بأسنانها وأظفارها.
ها هي الإمارات والسعودية، ومن ورائهما أمريكا تكشفان الوجه القبيح، وتعلنان بكل وضوح أن المرتزق يظل مرتزقاً مهما فرِشتْ له غرف الفنادق، أو استقبله الملوك والشيوخ، يظل صغيراً وتافهاً ويُصبح أصغر وأتفَه كلما زادَ منسوب الفلوس المدفوعة.
قامت دويلة الإمارات بطرد آخر الوزراء الشجعان في حكومة هادي من عدن، فلم يستطع الكوز المركوز إلاَّ أن يغسل ماء وجهه بأطراف نعال سلمان الخرِف، ويظهرَ معه في لقاء مهزوز وخائب وجبان، ووعده الملك بإرجاع حكومته، وماهي إلَّا حيلة وغدر جديد، فعاد الدنبوع بذلك الوعد الغادر وحرَّكَ الأبرياء نحو عدَن، وما إن كادوا يصلون أسوار عدَن حتى جاءت الطائرات الإماراتية لتقصف الرَّتل وتجعل منه عصفاً مأكولاً، فتحترق الآليات، وتتفجر الشاحنات، ويمتلئ الطريق بالبارود والدماء والأشلاء، وتُسفر المحرقة عن أكثر من ثلاثمائة قتيل، حسب رواية فنادق الرياض، وأكثر من ألف قتيل وجريح حسب روايات شهود العيان. وبعدَ الوخز والنخز للجثة الهامدة في الغرفة السادسة عشر، يخرجُ هادي ببيان هزيل يقرؤه مرتزق صغير، فيما المملكة لم تكلف نفسها بالاعتذار؛ وهي من تقود التحالف ولا تستطيع الإمارات أن تفعل شيئاً دون موافقتها، واستكمل مرتزقة "الانتقالي" أفعالهم القبيحة فأجهزوا على الجرحى فوق الأسرة، وسحلوا جنود حرم السفير في الشوارع، وزاروا بيوت الإصلاحيين في عدن بيتاً بيتاً، وقُتل من قتل بلا إعلان، وذهب إلى السجن الآلاف، وخرجت بعض المقاطع لجنود الشرعية وهم يبكون ويصيحون تحت أقدام مرتزقة الإمارات.
تنحنح هادي، ولكنها نحنحة تحت ماء وهواء وطعام بني سعود، شاهد كبار المرتزقة كل المشاهد المؤلمة، وسمعوا صراخ الضحايا في كل زاوية، لكنهم ابتلعوا ألسنتهم المغسولة بالريال الحقير، يتجرعون الألم ويبتلعون الكرامة، يشاهدون الدماء، ويمضغون اللحوم، يتفرجون على جنودهم المحترقين، ويشعلون جمرات "المداعة".
كانت نسبة الغباء تزداد مع كل ما حدث، ويخرج بين الفينة والأخرى أحد المرتزقة ليشكر مملكة الرمال، وهو لا يدري بأن ما يحدث إنما يتم بتنسيق تام واتفاق كامل بين الرياض وأبوظبي، وتجلت الصورة أكثر لكل ذي بصر بعدَ أن أعلنت أمريكا "أنَّ من حق الإمارات الدفاع عن مصالحها"! من حقِّأبو ظبي أن تحرق المرتزقة من أجل "الميناء والمطار والجزر"! هل فهمتم أيها الأغبياء أن أمريكا هي أم الرياض وأبوظبي، وهي القول الفصل!
صحيح أنَّ كبار المرتزقة في الرياض والقاهرة وإسطنبول والأردن قد اشتروا بدماء المرتزقة القصور الفارهة والفلل الفخمة والبنايات المرتفعة والمشاريع المُربحة، ولكنهم خسروا أنفسهم وخسروا سمعتهم وخسروا احترامهم حتى من زوجاتهم وصغار أبنائهم، وسيلعنهم التاريخ لعنةً لا تمحوها السنون.
لقد كشفت الأيام القليلة الماضية أن حزب الإصلاح أحقر المرتزقة على الإطلاق، وأنَّ قادته لا يقيمون وزناً لدماء أعضائه، فقد كان لهم وما يزال نصيب الأسد من القتل والسحل والسجن. ومع كل ذلك فمازال اليدومي يرضعُ إصبع قدم ابن سلمان، ومازال الآنسي يتمسح بأكمام بشت سلمان، فيما أصبحت السعودية والإمارات وأمريكا تصفهم بالإرهابيين سراً وعلانية، وتصف جيشهم بالعصابات الإرهابية.
سيتذكر جميع المرتزقة كم هي كبيرة أخلاق أنصار الله، حينما دخلوا صنعاء ولم يسحلوا ضابطا، ولم يهدموا بيتاً، ولم يحرقوا جثة، واستمرت مشاريع واستثمارات كبار المرتزقة، من علي محسن إلى بني الأحمر إلى الآنسي واليدومي، تعمَل حتى اللحظة دون أن يعترضها أحد أو ينهبها أحد، ومازالت عوائلهم وأبناؤهم وأحفادهم يسرحون ويمرحون في صنعاء العروبة دون أن يمسهم أذى أو ينالهم مكروه.
وكان الأنصار في كل مرة يرسلون رسائل الصلح والسلام؛ تارةً على لسان قائد الثورة العَلَم، وتاراتٍ من خلال رجال اليمن العظماء، ولكنَّ المرتزقة حاولوا كسر اليد الممدودة، فأتاهُم تحذير القائد بأنهم سيكونون ضحية الغازي، وفريسته الأخيرة.
وبينما نُشاهِد آيات الله تتجلى في صراعِ رؤوس الشياطين، وكيفَ أصبحت البقرة الحلوب تدوس بأقدامها القطط الملطخة "بضفعها"، فيما تقوم الناقة بصهر الفئران في كل مكان.
إنَّ أحرار اليمن منذ اليوم الأول عرفوا الطريق الصحيح من خلال العلم، والتفَّ الشعب بأكمله مع قائد الثورة على رؤية واضحة فيها الكرامة والعزة والشموخ والإباء، وفيها التضحية والقيم والفداء، وكانت النتائج مشرفة، فيما ذهب المرتزقة إلى خيانة الوطن، والارتماء في حضن العدو التاريخي لليمن، فكانت النتائج عبرةً لمن يعتبر، فهل آن الأوان للفرار من أحضان الشيطان، أم ستنتظرون سيول ذنوبكم حتى تجركم من غرف نومكم؛ إلى زنازن عدو وطنكم!
ووالله لن تجدوا بعدها أحداً يمكنه أن يسأل عنكم، فضلاً عن إخراجكم سوى من حاربتموه، وجمعتم العالم لتهزموه؛ القائد الحليم، والثائر الحكيم!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذمار نت
موقع إخباري شامل
╔════🔴═══╗
https://dhamarnet.blogspot.com
╚════⚫═══╝
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للإشتراك بقناة التيلجرام
╔════🔴═══╗
t.me/dhamarnet
╚════⚫═══╝
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للإشتراك بصفحة الفيسبوك
╔════🔴═══╗
https://m.facebook.com/thamarnet
╚════⚫═══╝
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صفحتنا على تويتر
╔════🔴═══╗
https://twitter.com/dhamarnet
╚════⚫═══╝
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قناتنا على اليوتيوب
╔════🔴═══╗
https://www.youtube.com/channel/UCcfsBtAMBtpz9-jYjFjSkXg
╚════⚫═══╝
للإنضمام إلى مجموعاتنا في الواتساب:
https://chat.whatsapp.com/HqUYYtmgeWzFmMJ3eFI1ja