ذمار نت ـ إستطلاعات ـ غازي المفلحي
«يمكن للثروة المعدنية وحدها أن تنهض بالاقتصاد اليمني». هكذا يصف المختصون في هذا المجال حجم ثروة اليمن من المعادن وقدراتها الواعدة لو تم استغلالها بالشكل الأمثل لصالح الوطن. فالتقارير الجيولوجية العالمية والمحلية تقول إن بيئة اليمن المعدنية والصخرية كنز فيه خزائن كل شيء. أطنان هائلة من الذهب وأمتار مكعبة لا حدود لها من المعادن والأحجار النادرة والثمينة. في هذا التقرير نلقي نظرة من أبواب هذا الكنز، ونسأل أين كانت الخطط الحكومية منها سابقاً؟ وأين قد تذهب مع حكومات اليوم؟ وما هو مستقبلها وآفاق تسخيرها لأجل اليمن؟
احتياطات معدنية كبيرة
تشير المعلومات الجيولوجية الواردة في التقارير الأجنبية واليمنية إلى أن جيولوجيا الأرض اليمنية غنية جداً بالثروة المعدنية التي تعد عصب الصناعة والتجارة العالمية، وهي ثروة تحلم بها كثير من الدول، ويستطيع اقتصاد اليمن الضعيف أن يصبح قوياً بالارتكاز عليها، فأقل فوائدها تشغيل اليد العملة، وأكبرها رفد الدخل القومي ببيعها محلياً وعالمياً وأيضاً تغطية السوق المحلية بالخامات الأولية اللازمة للتصنيع. وليست مبالغة عندما يقال إن تربة اليمن من ذهب، فالذهب والفضة والماس والتيتانيوم والأحجار النادرة وباهظة الثمن متوفرة في جبال ورمال اليمن بشكل هائل. فحسب معلومات للهيئة العامة للمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية فإن احتياطي اليمن من الذهب والتيتانيوم يصل إلى 960 مليون طن، وتمتلك 60 منجم ذهب.
المعادن الصناعية أيضاً موجودة بكثرة إلى درجة أنها تتحدى القاعدة العلمية بكون الثروة المعدنية من الثروات التي تنفد وغير متجددة، فأعماق اليمن مليئة بالحديد والنيكل والنحاس والرصاص والزنك والزئبق والفسفور، وجميع أنواع الصخور الرسوبية والنارية والمتحولة، والصخور الصناعية والإنشائية، مثل الحجر الجيري، الجبس، البرلايت، البيوميس، الملح الصخري، الأطيان الصناعية، الحجر الرملي السيلكي، الأسكوريا، الزيولايت، الفلدسبار، الكوارتز، رمال السيلكا، والعناصر الأرضية النادرة، والعناصر الأساسية لصناعة الأسمنت والزجاج والسيراميك والصوف الصخري والصناعات الكيميائية، وإنتاج الياجور والفخار والعقيق وملح الطعام وأحجار البناء والزينة.
يقدر احتياطي اليمن من الزنك والرصاص والفضة بحوالي 12.6 مليون طن. وذكرت تقارير دولية عام 2010 أن الـيمـن تعد من أغنى عشرين دولة في العالم بمادة الزنك، كما يقدر احتياطي اليمن من النحاس والكوبالت بـ40 مليون طن، و13.5 مليون طن من مجموعة عناصر البلاتينيوم، و13.5 مليار متر مكعب من الحجر الجيري والدولوميت، و365 مليون متر مكعب من الملح الصخري، و327 مليون متر مكعب من الجبس.
كما أظهرت الدراسات الاستكشافية تواجد عناصر نادرة في اليمن مثل اليورانيوم والثوريوم والراديوم والتنتالوم والنوبيوم والسيزيوم والفانديوم، التي تدخل في العديد من الصناعات المهمة منها الصناعات الحربية.
سرقة الثروة المعدنية
قبل العدوان وقعت الحكومة اتفاقيات مع شركات تركية وإماراتية وكويتية وبرازيلية وكندية ويمنية، وبلغ عدد الشركات المعلن حصولها على تراخيص التنقيب والاستكشاف والاستطلاع في الأراضي اليمنية 10 شركات. وحسب معلومات فإن هناك شركات أتت إلى اليمن وعدنت وصدرت دون معرفة الحكومات السابقة، ومنها شركة أردنية، وهي شركات كانت تعمل بالشراكة وتحت حماية نافذين دون أن تكون مسجلة في قائمة الشركات المستثمرة في هذا المجال، بالإضافة إلى مستثمرين محليين ذوي نفوذ استثمروا لحسابهم الخاص. وكانت شركات أجنبية كثيرة تسارع لحجز نصيبها من الاستثمار، بعضها توقفت قبل العدوان وبعضها بعده، ولم تكن المؤشرات على كل حال تقول إن استمرار عملها كان مثمرا لليمن، خاصة الشركات الإمارتية، فهناك من رأى أنها أرادت أن تلحق الثروة المعدنية اليمنية بميناء عدن الذي عملت على إيقافه لصالح ميناء دبي وأطماع الإمارات في اليمن قديمة وليست وليدة العدوان.
تركزت أعمال التنقيب في مناطق «وادي مدن» بحضرموت ومنطقة حرض، ووادي شرس، ووادي الحرايرة، والحارقة، ووادي مور- حجة، ونهم- صنعاء، وجبل حمر ـ جبن الضالع، جنوب تعز، وجبل رأس ـ الحديدة، والثنية- مأرب، «الفيض» ـ صعدة. وحسب البيانات الرسمية فإن منطقة «الحارقة» تحوي احتياطياً من الذهب يقدر بـ31.6 مليون طن، بدرجة تركيز 1.65 غرام ذهب لكل طن، وبدرجة تركيز سبعة غرامات ذهب لكل طن بمنطقتي وادي شرس والحرايرة، في حين تتوزع 30 ألف طن منه في «وادي مدن»، بدرجة تركيز 15 غرام ذهب في الطن، و11 غرام فضة في الطن، وفي منطقة «الفيض» 11 غرام ذهب لكل طن.
ثمة أيضاً مناطق متفرقة تسمى بالأحزمة غنية برواسب الذهب والنحاس والنيكل والبلاتين والحديد، ومنها حزام البيضاء، حيث قدرت دراسات سابقة احتياطي الخام المعدني في منطقة مكيراس في البيضاء بـ900 مليون طن تقريباً بدرجة تركيز 15.55% من الحديد و46 مليون طن تيتانيوم بنسبة 5.3% أكسيد تيتانيوم و150 ألف طن فانديوم بنسبة 0.02% أكسيد فانديوم، إلى جانب حزام صعدة، حزام حيدان، حزام ووداي مشيرف، حزام سوق العنان، حزام مجمل، ومناطق أخرى في محافظات تعز وإب وعمران والجوف وذمار ومأرب وشبوة والمحويت، حيث يتوافر فيها الذهب والبلاتين ومخزونات كبيرة من النحاس والعقيق والحديد والنيكل والكروم والتيتانيوم والفانديوم ومعادن أخرى، ومحافظات غيرها تنتظر الاكتشاف.
كما يتواجد الرصاص والزنك والفضة في منطقة الجبلي نهم بمحافظة صنعاء، بينما النحاس والنيكل والكوبلت ومجموعة عناصر البلاتينيوم فتوجد في منطقة الحامورة بمحافظة تعز ومنطقة سوار بصنعاء.
وحسب دراسات سابقة يوجد في اليمن 20 موقعاً للذهب و60 موقعاً للنيكل والبلاتين و20 موقعاً للعناصر الأرضية النادرة و23 موقعاً للبنيوم والتيتانيوم و25 موقعاً للفضة و30 موقعاً للزنك و15 موقعاً للفانديوم و61 موقعاً للحديد و51 موقعاً للحديد التيتاني.
ثروة غير مستغلة
بالرغم من أن التقديرات التي نشرت قبل العدوان تقول إن الثروة المعدنية في حالة تم استغلالها بشكل جيد قد تشكل 7% من إجمالي الدخل القومي، إلَّا أن خبراء يؤكدون أن استغلالها بشكل حقيقي وأمثل سيحقق نتائج مبهرة للاقتصاد اليمني تفوق ذلك الرقم بكثير. وذلك ما أشار إليه سيد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي عندما قال إن حجار اليمن تعد ثروة كبيرة وتغنيه عن صدقات ومنح الدول الخارجية.
ويؤكد المهندس علي ناصيف لـ»لا» أن الثروة المعدنية في اليمن كفيلة لوحدها بأن يقوم عليها الاقتصاد اليمني، لكمياتها الهائلة والمتنوعة والثمينة والنادرة. ويشير المهندس علي ناصيف إلى أن اليمن قد تأتي في الترتيب الثالث أو الرابع في حجم الاحتياطي من الذهب على مستوى العالم، وأن الحديد الموجود بمحافظة مأرب يكفي عدة دول، وكمية التيتانيوم في محافظة البيضاء منطقة مكيراس كبيرة للغاية، وهذا ما تصادق عليه البيانات الجيولوجية، حيث يتواجد الحديد والتيتانيوم والفانديوم في منطقة الثنية بمحافظة مأرب بنسبة تركيز 94% أكسيد حديد، وهي نسبة عالية جداً.
ويضيف المهندس ناصيف أن الأرض اليمنية تحوي أندر المعادن في العالم لم تعد تتواجد في أي مكان في العالم ما عدا اليمن، مثل معدن «الألكسندريت» ومعدن «الأوبال المتقزح»، كما تزخر محافظة تعز بكميات كبيرة من المعادن النادرة مثل الأوزليت والأوبال والرخام.
وعلى مستوى المعادن الصناعية يزخر اليمن باحتياطيات ضخمة من الحجر الجيري والدولوميت الذي يدخل في صناعة كثير من مواد البناء كالإسمنت بنسبة 70%، ويقدر هذا الاحتياطي بحوالي 13.5 مليار متر مكعب، واحتياطي هائل من مادة الطين والجبس والخبث البركاني، الداخلة في هذه الصناعة أيضاً.
ويملك اليمن ستة مليارات متر مكعب تقريباً من رمال السيليكا التي تعتبر المادة الخام الرئيسة في صناعة أفضل أنواع الزجاج. وبحسب الدراسات الاستكشافية يقدر احتياطي اليمن من الجبس بـ4.6 بليون طن، ويتواجد في محافظات الحديدة وشبوة ومأرب، وبنقاء 97.5%، وكذا يتواجد الرخام في محافظات تعز، حجة، مأرب، أبين، وصنعاء، باحتياطي مليار متر مكعب، إلى جانب 500 ألف متر مكعب احتياطي صخور الترافرتين في صنعاء وإب.
الخامات الأساسية لصناعة الخزف والسيراميك متوفرة كذلك بكميات كبيرة، حيث تتواجد معادن الفلدسبار في محافظتي حجة وأبين باحتياطي يزيد عن 23 مليون متر مكعب، وأكثر من 120 مليون متر مكعب من الأطيان الصناعية. وبالنسبة لأحجار البناء فلا منافس لليمن في هذا المجال، وأفخر أنواعها الهيلاني اليمني والجرانيت اليمني. ويتواجد أفخر أنواع الجرانيت بكميات كبيرة في الحديدة وطريق الحديدة والبيضاء، وكانت شركات خارجية قد سعت لشرائه وبكميات كبيرة جداً حسب مصادر كانت لها تجارب استثمارية في اليمن.
وتشير الدراسات الاستكشافية إلى وجود مليارات الأمتار المكعبة من أحجار الجرانيت والجابرو والكوارتز وخام الزيولايت والصخور البازلتية وصخور الأجنمبرايت والتف وصخور البرلايت، وخام الخبث البركاني (أسكوريا) والكاولين والبيوميس والملح الصخري والرمال السوداء الحاوية للمعادن التي تدخل في صناعة الطائرات.
قانون لا يحمي الثروة
بالرغم من وجود قانون للمناجم والمحاجر إلَّا أن حال التعامل مع الثروة المعدنية يكشف أن الحكومات السابقة افتقرت إلى رؤية للتعامل مع الثروة المعدنية وطرق استثمارها وتوظيفها لصالح اقتصاد اليمن. كما أن التنقيب عنها تشوبه الكثير من المشاكل، حيث كانت تعتمد الدولة على الخبرات الأجنبية، وكما أنه يتم بطرق عشوائية من قبل المواطنين والتجار وملاك الأراضي، ولم يحظ باهتمام كافٍ باعتباره محركاً قوياً للاقتصاد اليمن.
كما تتعرض الثروة المعدنية للإهدار، خاصة في جانب استهلاكها في أعمال العمران وأحجار البناء والتزيين، حيث تتعرض الصخور للتبديد بسبب طرق الإنتاج غير المتطورة والمدروسة. كما قد يتم استهلاك أحجار ورمال لأعمال البناء بينما هي تحوي عناصر ومعادن اقتصادية ثمينة.
وعلى سبيل المثال شبوة فيها كميات كبيرة جداً من الياقوت الأحمر، ولعدم وجود طرق استثمارية حديثة تسخره لصالح اقتصاد اليمن يتم التنقيب عنه بطرق بدائية وهو للأسف يباع بالكيلوغرام! بينما يباع الياقوت عالمياً بالقيراط (الجرام يساوي خمسة قراريط) وهو يأتي مباشرة بعد الماس من حيث السعر. كما أن العقيق اليمني المشهور والفاخر يتواجد بكميات كبيرة في منطقة آنس بمحافظة ذمار، ولكن ليس هناك خطط ودراسات لجعله ثروة قومية، وعموما ينقص البلاد الخبرات الكافية في مجال التنقيب عن الثروة المعدنية لدراسة حجمها واحتياطاتها ووضع الآليات المثلى لاستخراجها والاستفادة منها، وتحديد وحصر وتنظيم المحاجر ومواقع البحث والاستكشاف المعدني.
وحسب هيئة المسح والجيولوجيا فهناك نية لتطبيق القانون النافذ بشأن المناجم والمحاجر بنسخته الأخيرة عام 2010، إلَّا أنه متعثر لأسباب عدة. كما أن الاستثمار بالشراكة مع الدول والشركات الخارجية في هذا القطاع غير ممكن بسبب العدوان.
كما يعمل الكثير من اليمنيين في تعدين الذهب، ولكنهم يقومون باستخراج كميات محدودة بسبب اعتمادهم طرقاً قديمة وبدائية للتعدين، وهي عادة الطرق الكيميائية، وهي تكلف الكثير من الوقت والجهد والمال وتنتج أقل بكثير من الطرق الحديثة، بالإضافة إلى كونها مضرة كثيراً بالصحة، حيث تعتمد على استخدام معدن السيانيد والزئبق، بينما استخدام الطرق الحديثة الفيزيائية وإقامة مصانع يقلل النفقات الإنتاجية بنسبة 75% ومقابل إنتاج كميات كبيرة أيضاً تكون اقتصادية وتشغل الكثير من اليد العاملة اليمنية.
* لا ميديا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذمار نت
موقع إخباري شامل
╔════🔴═══╗
https://dhamarnet.blogspot.com
╚════⚫═══╝
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للإشتراك بقناة التيلجرام
╔════🔴═══╗
t.me/dhamarnet
╚════⚫═══╝
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للإشتراك بصفحة الفيسبوك
╔════🔴═══╗
https://m.facebook.com/thamarnet
╚════⚫═══╝
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صفحتنا على تويتر
╔════🔴═══╗
https://twitter.com/dhamarnet
╚════⚫═══╝
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قناتنا على اليوتيوب
╔════🔴═══╗
https://www.youtube.com/channel/UCcfsBtAMBtpz9-jYjFjSkXg
╚════⚫═══╝
للإنضمام إلى مجموعاتنا في الواتساب:
https://chat.whatsapp.com/HqUYYtmgeWzFmMJ3eFI1ja