القائمة الرئيسية

الصفحات

الأستاذ فاضل الشرقي: لا جديد في "التقرير الأخير" و "الغداء الأخير"، ولدى جهاز الإستخبارات "الفصل الأخير"


أ. فاضل الشرقي

ذمار نت ـ بالرغم من إشادة الأستاذ فاضل الشرقي بالتحقيقات الوثائقية في جريمة اغتيال الشهيد الحمدي والتي بدأتها قناة الجزيرة في تحقيق "الغداء الأخير"، وتلتها دائرة التوجيه المعنوي في صنعاء في "التقرير الأخير" الذي صدر قبل يومين، إلا أنه يرى أنهما لم يأتيا بجديد، وما صدر عنهما ليس أكثر من معلومات مطاطية يعرفها جميع اليمنيين كونها خطوط عريضة اغفلت الكثير من الحقائق والخيوط التي تخفي وراءها الجهات الحقيقية التي خططت للجريمة.

واعتبر الشرقي في مقال تحليلي رصده "ذمار نت" أن منفذي الجريمة ليسو أكثر من أدوات لتلك الجهات، وأن اختزال الجريمة في شخوص بعينها يصهر حجم الحدث والمؤامرة الكبيرة التي قادتها دول وكيانات، موضحا أن جهاز الإستخبارات، الأمن الوطني سابقا، يخفي في اروقته كامل التفاصيل، ولم تغفل ذلك كل التحقيقات والتقارير التي أشارت بشكل صريح إلى "محمد خميس" الذي كان يشغل رئيس الجهاز يومها.

"ذمار نت" يعيد نشر المقال التحليلي للأستاذ فاضل الشرقي:

جريمة اغتيال الحمدي: ماذا بعد..؟؟

أن أفضل تحقيق علمي وموضوعي حول جريمة اغتيال الشهيد/ إبراهيم الحمدي، هو التحقيق الوثائقي الذي أجرته قناة الجزيرة وصدر تحت عنوان "الغداء الأخير"، ويليه المؤتمر الصحفي لدائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة, وفي حقيقة الأمر أن كليهما لم يقدما جديدا، ولم يكشفا مخفيا في هذا الملف، وكل ما قدم معروف لدى جميع أبناء الشعب اليمني، وهي حكايات طالما رددها وحكاها وقصها علينا الآباء والأجداد، والأمهات والجدات، وكل عجوز في اليمن تعرف كل هذه المعطيات والتفاصيل، وتجيد الحديث عن الأدوار المختلفة للقتلة بدءً بالهديان، والنظام السعودي، والمخابرات الدولية، والمقدم أحمد الغشمي، والرائد علي عبدالله صالح، والكل يعرف شعبيا أنه المنفذ الفعلي المباشر لجريمة الاغتيال، وحتى اللحظة لم يقدم أي شيء مادي آخر غير ما ذكر، بل ويتحدثون أكثر عن الخلاف الشديد بين الحمدي والشيخ عبدالله الأحمر، وغيرها من القضايا والأحداث التي شهدها اليمن تلك الفترة، فالرئيس الحمدي كان قائدا عسكريا شعبيا جماهيريا يعرف عنه المواطنون التفاصيل الكثيرة.

ملف اغتيال الحمدي هو ملف سياسي، والجريمة هي جريمة سياسية أمنية استخباراتية لا يمكن أن تمر وتحدث من قبل شخص أو شخصين، بل وراءها جهاز منظم، وتمت بضوء قبلي أخضر وإلا لما كان لها أن تحصل، ومعروف كيف تم زحلقت العرشي والارياني, ومن قبل من؟ ولماذا؟ الا أنها التقت في موضوع الرئيس الحمدي أيادي داخلية وخارجية ورغبة وارادة مشتركة لتصفيته، وتصفية مشروعه، وهذا ما حدث بالفعل.

تحدث تقرير التوجيه المعنوي عن دور لجهاز الأمن السياسي، الأمن والمخابرات حاليا، الأمن الوطني سابقا، حيث وردت الاشارة إلى محمد خميس الذي كان رئيسا للجهاز آنذاك، ولهذا ستجدون التفاصيل كاملة في أروقة هذا الجهاز، وجهاز الاستخبارات, هذه الأجهزة يجب عليها أن تتكلم وأن تقول شيئا، ويجب أن يتحول ملف جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي إلى قضية وطنية وسياسية وانسانية، ويخرج من طور الحكايات والقصص الشعبية والحزوية، والتوظيف السياسي إلى دائرة الضوء، وسلطات القضاء والمحاكم، وتكشف التفاصيل الكاملة، وتحدد لائحة المتهمين والمشتبهين والضالعين، وتتبنى الدولة جديا هذا الملف وتتعامل معه دستوريا وقانونيا ليس إلا، فالوقت والظروف مواتية، وفي أحسن أحوالها، هذا باختصار شديد.

*مسؤول أنصار الله بمحافظة ذمار