ذمار نت ــ مقالات ــ سام الهمداني
تسجد أقلامنا في مقام ذكرى هذه الثورة لتسبح بآيات الصمود والنضال، والشكر والعرفان لهذه الثورة التي لم تمت في سجلات المؤرخين، فلا زالت ثعبان مبين وحية تسعى لتصحيح مسارات الثورات السابقة التي تسلطت عليها قوى العمالة والارتزاق، هذه الثورة التي أشرقت بنور ربها النور الذي بدد دياجير الظلام، وأضاء درب الحرية والاستقلال بعد أن كادت ولا تزال قوى الهيمنة والاستكبار تسعى لاحتلال البلاد تحت مسميات تضليلية.
إنها الثورة التي كشفت قناع الباطل وزيف العناوين، فلا الوطنية باتت في حضن الوطن، ولا السيادة كانت شعار اليمن، بل كنا نقبع تحت الوصاية الخارجية التي أوهمت أثوار الثورات بالتقدم والتطور والبناء، فلا الدنبوع أفصح عن ألفاظها ولا الواقع لامس آثارها.
لقد كنا قبل ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر نعيش في وضع كارثي ومأساوي، حيث تقاسمت قوى الفساد الكعكة التي نضجت على دماء الشهداء، فلا ديمة صالح تغير بابها، ولا حقل محسن جف ينبوعه، ولا صندقة حميد أوقفت نهبها، فما رأينا من آل الأحمر إلا يوما أحمرا، إذ لا أمن ولا استقرار اغتيالات تسابق عقارب الساعة، وتفجيرات عمت كل ساحة، حتى وزارة الدفاع لم تستطع أن تدافع وتحمي نفسها من أحزمة محسن الناسفة وتلاميذ الدقون الزائفة.
إنها الثورة التي أوقفت مشروع أقلمة اليمن وتفتيته وتقسيمه، الثورة التي قضت على سلطة المشائخ الظالمة، الثورة التي قضت على قطاع الطرق ونهب المال العام، الثورة التي حدّت من قضية الثأر التي كانت إحدى مشاكل المجتمع وتفتيته وتمزيقه، الثورة التي تغربل فيها الكثير من دعاة الوطنية والحرية والاستقلال، إذ لم تشرق الشمس على البلاد، ولم يترجل الفارس على خيله، ولم يناضل جيفارا ورفاقه من أجل الحرية والاستقلال، حتى الأمم المتحدة صارت الأمم المتكالبة، ومجلس الأمن لا أمان فيه ولا أمانة، وعروبة الأمس ضاع الشعار وماتت القومية، ووووو.
إنها الثورة التي تعانق الحلم اليمني الأصيل، إنها قبلة الأحرار وشرف الإنتماء، الثورة التي فتحت باب التصنيع الحربي وكشفت عن الإبداع اليمني الرائع في أصعب الظروف، الثورة التي تقف في وجه العدوان لخمسة أعوام متتالية ولا تزال مستمرة حتى تحقيق الحرية والاستقلال لكل شبر من أرض اليمن شماله وجنوبه، شرقه وغربه.
الرحمة لكل الشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى ولا نامت أعين الجبناء.
